Saturday, May 2, 2020

شاكوش اهم من عمرو دياب


‎كائنات غنائية مهددة بالانقراض

‎كان يامكان 
هذه الكائنات نجحت بالفعل في العقد المنصرم في تهديد السوق وفرضت حظر تجول علي أصوات حقيقية ظلت متمسكة بالموهبة، كما فرضت أيضاً علي مواهب أخري الانحراف الفني لمواكبة الموجة الجديدة، المهم أن السوق وقتها اهتز لتسقط مع اهتزازاته أسماء معروفة وأصوات مهمة قررت الاستسلام والفرجة من بعيد.
من المؤكد أن هذه الفترة قد انقضت بكل خططها وأسمائها وتقاليعها وكليباتها التي أصبحت الآن من الفيديوهات التي يمكن أن تصادفك علي "اليوتيوب" لتضحك عليها ! نعم لتضحك كثيرا وانت تشاهد إمرأة تقول للمشاهد " حط النقط علي الحروف قبل ما نطلع سوا ع الروف".. أو سيدة أخري تنادي بعلو صوتها لتقول " العب العب العب" !.. لابد أن تضحك كثيرا علي ما كان يحدث في الماضي وتتأكد أن تلك السلع الرديئة سقطت وحدها بفعل الذوق العام وتشبع عين المشاهد من الأجساد الكثيرة التي اكتظت بها الشاشة في وقت من الأوقات واختفت بعد ذلك للأبد!
  انتهت موضة «البورنو كليب»لأن مطربات هذا النوع من الأغاني لم يعد لديهن ما يخلعنه من ملابس وبالتالي فقدن عنصر الإثارة في أغنياتهن.. اختفت نجلا، وانقرضت بوسي، وتحطمت اسهم ماريا، ولم يعد لدي جاد شويري أي نوع من الإبهار مثلما كان.
‎تحولت الظاهرة بسبب ضعفها إلي ماض نتحاكي عنه من بواقي الذكريات، لكن الأزمة التي حلت علي الوسط الغنائي أن ما كان قبل تلك الظاهرة فشل في العودة من جديد، فتحول هو أيضاً إلي ماض ليصبح سوق الأغنية خالياً تقريباً من أية ظواهر أو عناصر مبهرة.. أصبح مكاناً واسعاً للاجتهادات الفردية التي يبحث أصحابها عن الشهرة أو التقاليع التي تصنع من أسمائهم علامات جديدة تشبه علامات سيقان نجلا وشبابيك «الروف» الخاص ببوسي و«مصاصة» ماريا وعجلة الآنسة روبي .. وقتها طبعا !
‎السوق الغنائي بعد هذه الملحمة الكارثية أصبح أكثر ضعفا وأشد هشاشة ..لدرجة أن تتحول كلمات مثل "اديك في الأرض تفحر واديك في السقف تمحر " إلي أغنية الموسم في نفس الوقت الذي يغني فيه مدحت صالح وعمرو دياب وتامر حسني وحماقي وغيرهم دون أية ردود أفعال مقارنة بتاريخهم ونجاحاتهم وألبوماتهم القديمة !
ربما تذكرت الآن مقولة لحلمي بكر قال فيها: إنه مستعد لجمع معظم الأصوات الشبابية في أغنية واحدة باعتبارهم «كورال» لمطرب بيفهم زي الحجار أو مدحت صالح!!
‎عبارة حلمي بكر رغم سخريتها إلا أنها كانت في محلها .. فنحن في زمن "الكورال" اذا اعترفنا أن الأصوات والأشكال الموجودة علي الساحة تصلح لذلك أصلا !
نحن في الزمن الذي تعيش فيه سميرة سعيد وأنغام وشيرين وتنجح بوسي أو ساندي، وهو نفس الزمن الذي يطلق فيه مدحت صالح وعمرو دياب وتامر حسني البوماتهم وتنجح أغنية لأوكا واورتيجا وشحته كاريكا وشاكوش وبيكا..ورغم كامل احترامي لكل مجتهد يحاول أن يقدم ما يتناسب مع اسلوبه وموهبته إلا أنني لا اتحدث هنا عن الطبقات الإجتماعية أو التعليمية أو الهيئة والشكل بقدر ما اقصد الموهبة والصوت واللون الغنائي الذي يرقي بمشاعر المستمع والمشاهد!
وعموما في النهاية لابد أن اعتذر لكل جيل المدفعجية واوكا وبوسي والليثي وعبد المنعم وحاحا وعمرو السعيد وأحلي شباب شبرا الخيمة والمعصرة والزيتون وكل راقصات الدرجة الثالثة اللاتي اصبحن نجمات السوق وكل "نبطشية" أفراح الحواري الذين أصبحوا نجوم البومات التوكتوك والميكروباصات.. اعتذر بشدة لأنهم ينجحون بقوة دفع الجمهور وبإرادتهم الحرة.. ينجحون لأن المشاعر نفسها تغيرت والرومانسية والسعادة أصبحت رقصات بالسنجة والمطاوي في الشارع ، والحب الآن هو " هاتي بوسة يابت" ، والإحساس هو "محمود .. ايه ده يا محمود ".
اعتذر من الأساس عن اختيار مثل هذا الموضوع الممل للغاية واعتذر أكثر لانغام وسميرة وشيرين ومدحت وعمرو دياب وتامر وحماقي لأن اسماءهم  وردت مع كل من ذكرتهم دون قصد !

No comments:

Post a Comment